الثلاثاء، 27 ديسمبر 2011

المرأة المصرية على مر العصور


هي الملكة حتشبسوت وكليوباترا ونفرتارى
هى اللي  قالت "رب ابني لي عندك بيتا في الجنة" هي آسيا إمرأة فرعون واللى ربت موسى
هي اللي زوجها تركها فى واد غير ذى زرع وقالت له "الله أمرك بهذا إذاً لا يضيعنا ربنا" هاجر أم العرب
هي اللى إئتمنها الرسول الكريم على عرضه وتزوجها، هى ماريا القبطية أم إبراهيم
هى المبدعة  أم كلثوم ودليدا وبنت الشاطئ وعائشة التيمورية
هى الجميلة من غير سيليكون ولا بوتكس ولا كيرياتين هى إيمان وسعاد وميرفت أمين
هي الفلاحة البسيطة أم الشعراوي والسادات وزويل
هي الموظفة اللى بتسابق الزمن عشان توصل ولادها المدرسة وتلحق معاد شغلها
هى اللى تلاقيها فى الغيط إيدها فى إيد جوزها
هى اللى معاه جوا المركب هو بيحدف وهى تجدف
هي اللى بتبيع دهبها عشان تعليم أولادها أو تجهز بناتها 
هى ده الست المصرية اللى نعرفها والمفروض نتكلم عنها  لأنها لسة موجودة وسطنا
******
عمرها ما كانت بتعتصم فى خيم وتسيب أهلها
ولا  دخلت على تويتر تسب الدين للى أنضف منها
 عمرها ما وقفت تشتم الجيش وتتصدر له بصدرها
عمرها ما طلعت تتكلم على كشف عذرية اتعمل لها
ايه اللى وداكوا هناك يا بت إنت منك لها
ده أمك لما طلبوا إيدها اتكسفت ووطت وشها

الجمعة، 1 يوليو 2011

المزايدة بإسم الشهداء

من منا لم يبك فتيةً من خيرة أبناء هذا الوطن وهو يشاهد صورهم بعد أن زهقت أرواحهم فداءً للوطن فهم جميل لشباب من الطبقة المتوسطة وفوق المتوسطة يمثل جيل كامل راح ضحية القهر والظلم واللعب بمقدرات الوطن من النظام البائد ،،، راحوا كي نحيا نحن ولهم كل التحية ونسأل الله أن ينزلهم منازل الشهداء ولكن كم عددهم وما هى نسبتهم من الثمانمائة قتيل ؟
شهداء ثورة 25 يناير
صنفٌ آخر من القتلى غالبيتهم لقوا حتفهم يوم جمعة الغضب الدامى كانوا من البلطجية ومن السجناء الهاربين أو من هؤلاء اللذين حاولوا اقتحام الأقسام أسأل الله لهم الرحمة والمغفرة فهى نفس حتى وإن كان الموت لغاية دون الغاية.
إذن نحن أمام نوعين من القتلى منهم من أهدى عمره فداءً للوطن ومنهم من دون ذلك ...هم جميعاً عند رب عادل لا يظلم مثقال ذره ولدينا من التراث الدينى ما يؤكد أن الشهيد له من متاع الآخرة ما ليس لغيره ومهما حاولنا تعويضه على الأرض فهم عند ربهم أحياء يرزقون
لذلك فلا يجب أن نتلاعب بعواطف العامة أكثر من ذلك وكأن استخدام كلمة شهيد أصبحت الحل السحرى إذا أردنا أن نسكت الطرف الآخر 
حدث هذا عند لقاء الرائعة منى الشاذلى بوائل غنيم وعندما جائت سيرة الشهداء بكى وائل من قلبه وبصدق وأبكى معه كل ذى قلب وكانت هذه اللحظة فارقة فى مجرى الأمور بالثورة المجيدة ،،، ومروراً بمناظرة الفريق أحمد شفيق لكل من الإعلامى حمدى قنديل والروائي علاء الأسوانى وفى هذه الليلة أبلى الفريق شفيق بلاءً مقبولاً وكان حاضر الحُجة (وللعلم انا ممن كان يطالب بإقالة شفيق) حتى ضربه علاء الأسوانى فى مقتل واستخدم سلاح الشهداء ، والامثلة الأخرى كثيرة
هناك فصيل دائم الدعوة للإعتصام وهو -بكل حيادية- فصيل غير موفق حتى الآن ولا يصل إلى عقل أو وجدان الشارع المصرى ويتفنن فى إلقاء مسميات للجمعة سعياً وراء استجلاب العدد الأكبر من جموع الشعب وفى كل مرة يكتشف أن شعاراته غير مجدية فيلجأ إلى آخر أسلحته ويزايد عليها ... ويقول "جمعة الشهيد" أو "الشهداء أولاً " أى عبث يريد هذا الفصيل؟ هل الوطن يتحمل المزيد من الإعتصامات والإنشقاقات؟
لدى رسالات خاطفة أود أن أرسلها ، قد تكون صحيحة أو غير ذلك ولكنى استشعر انى يجب أن أقولها

أقول أولاً إلى أهالينا ذوي الشهداء ... رحم الله ذويكم ولم ولن ننساهم أبداً، ان عِوَضَكم عند الله رب العالمين وليس فى مسرح البالون فاستعوضوا الله فيهم ولا تستبدلون الذى هو أدنى بالذى هو خير، واستعينوا بالصبر والصلاة

ثانياً هؤلاء النخبة كما يحلوا لهم أن يوصفوا .... اتقوا الله فى الوطن ولا تقدموا أهدافكم الدنيا على مصلحة الوطن ولا تبتذلوا فى استخدام كلمة الشهيد وتزايدوا على الآخر بهذه الكلمة فأنا على ثقة أنكم إذا سنحت لكم الفرصة لتفادوا هؤلاء الفتية بأرواحكم لم ولن تفعلوا فأنتم أحرص الناس على حياة

ثالثا الشعب المصرى .... حكموا عقلكم، وحددوا هدفكم، وميزوا عدوكم،،، لكن ما يحدث الآن من اعتصامات وتعطيل عجلة الإنتاج والظهور بصورة سيئة عن مصر وزيادة الإنشقاق فهذا لن يرضى الشهداء أنفسهم

رابعاً الإعلام .... قدموا درء المفاسد على جلب المنافع فإن سياسة الشحن والوقيعة أو حتى الضربة الإعلامية أو السبق الصحفى لن يمنع التاريح منكم

خامساً وأخيراً القائمون على البلاد ... العدل البطئ ظلم سريع ، انزلوا إلى الشارع وتفهموا حاجه هؤلاء الثكلى والأرامل والأيتام من ذوى القتلى اطفؤوا نارهم وضمدوا جرحهم وأقروا العدالة الفورية على كافة الأطراف

الأحد، 19 يونيو 2011

الَّذِينَ اتُّبِعُوا


الأحزاب  والنخبة تريد أن تبنى آراءها على حساب مقدرات الوطن ورغبة الغالبية "الدستور أولاً"

تسعى الأحزاب المصرية منذ الإعلان لإستفتاء يوم 19-مارس-2011 على بعض مواد دستور 1971 إلى حشد الرأى العام من لرفض هذه التعديلات ومن ثم تعطيل الإنتخابات التشريعية حتى يسن دستوراً جديداً للبلاد ... وقد قامت هذه القوى وبعض الطوائف المحددة بكل ما أوتيت من قوى خلف هذا المشروع "ولهم كامل الحق فى طرحهم" حتى ظن أغلب من هم داخل المطبخ السياسى أن الإتجاه العام هو لا ... ولكن جاءت رغبة الشعب واضحة من خلال حضور شعبى هو الأعلى فى تاريخ مصر والمنطقة وقال أكثر من 18 مليون مصرى نعم من أصل 22 مليون قاموا بالتصويت !!! إذن هناك رغبة واضحة من الشعب أن تقام الإنتخابات ومن ثم الدستور ويجب على جميع القوى الرضوخ لرأى الشعب ولكن بعد فترة بدأت الأصوات تتعالى من جديد فى بعض الفئات وفى توفيت شبه واحد ليقولون الدستور أولا...


لو ضربنا بعرض الحائط رغبة 77% من الشعب اللى قالوا نعم (وعلى فكرة أنا قلت لا وارجعوا للى كتبته قبل كده) واتفقنا على أن نضع الدستور قبل انتخابات سبتمبر 2011 ترى كيف ستكون خارطة الطريق؟
أعتقد أنها لن تخرج عن الآتى
سبتمبر 2011   : إلغاء الإنتخابات التشريعية واستمرار الجيش فى الحكم
أكتوبر 2011    : الدعوة إلى انتخاب لجنة تأسيسية لصياغة الدستور الجديد
نوفمبر 2011    :التقدم للترشح ثم  تنقية القوائم الإنتخابية الخاصة باللجنة الدستورية
ديسمبر 2011    : إجراء انتخاب اللجنة الدستورية .... نتيجة الإنتخاب فوز 77% من الإخوان والتيار الدينى بمقاعد اللجنة وبالتالى يجب إختيارهم لرئيس اللجنة فى موعد أقصاه شهر
يناير 2012      : صحابنا اللى كانوا بيقولوا الدستور أولاً رجعوا فى كلامهم وقالوا مشعاوزين للجنة، إحنا ننتخب رئيس وهو يكون اللجنة
فبراير 2012    : الجيش وحكومة شرف يستجيبا لمطالبات أصحابنا ويعلنوا تجميد اللجنة الدستورية
مارس 2012    : الدعوة لإنتخاب رئيس للجنة الدستورية الجديدة
إبريل 2012     : التقدم للترشح ثم  تنقية القوائم الإنتخابية الخاصة برئيس اللجنة الدستورية
مايو 2012       : فوز مرشح الإخوان بمنصب رئيس اللجنة بنسبة 77%
يونيو 2012      : صحابنا زعلوا واتقمصوا وعيطوا تاني وقالوا رئيس اللجنة ما يكونش منتخب ويبقى توافقي أو ينعمل "كيلو بامية" واللي يكسب يبقى هو رئيس اللجنة
يوليو 2012      : الجيش يستجيب لمطالب اصحابنا ويسحب الثقة من رئيس اللجنة المنتخب
أغسطس 2012  : الدعوة للــ "كيلو بامية" لاختيار الرئيس التوافقى للجنة الدستورية الجديدة فى خلال شهر
سبتمبر 2012    : يقع الإختيار على "إكس واى زد" الغير إخوانى والغير سلفى
أكتوبر 2012     : تأسيس لجنة انتخابية تلعب بطريقة 4-4-2 ضد رغبة المواطن المصرى
نوفمبر 2012     : انعقاد أول جلسة لمناقشة الدستور وخناقات رهيبة داخل القاعة ومطالبة الجيش بالتدخل
ديسمبر 2012    : اصدار مسودة الدستور وطرحها على المفكرين والمثقفين وصفوة الشعب للمناقشة
يناير 2013       : كل سنة وانتم طيبين
فبراير 2013     : الإتفاق النهائي على نص الدستور الجديد
مارس 2013     : عرض نص الدستور على المجلس العسكرى
إبريل 2013      : طرح الدستور الجديد للإستفتاء على الشعب فى خلال ستين يوماً
مايو 2013       : مستر "اكس واي زد" وال 4-4-2 بيطلعوا كل يوم فى التليفزيون عشان يشجعوا الناس للنزل للتصويت
يونيو 2013      : جموع الشارع المصرى تنزل للإستفتاء المهيب
يوليو 2013      : ظهور نتيجة الإستفتاء والأغلبية ترفض الدستور الجديد بنسبة 77%
أغسطس 2013  : الـشعب يقول لأصحابنا مش كنتوا تحترموا نفسكم من الأول وتعملوا الإنتخابات فى ميعادها وكان زمان مجلس الشعب اختار كام واحد منكم فى اللجنة التأسيسية  ؟!!

إن هذا العبث الجاري الآن يذكرنى تماماً بقوم موسى عليه السلام عندما جاءهم بالأمر الإلهى السهل البسيط بأن يذبحوا بقرة إلا أن اليهود رفضوا وأبوا على أنفسهم إلا أن ينغمروا فى بئر الشقاء والعنت فأصبحوا يسخرون منه ويقولون أتتخذنا هزوا؟ ما هى؟ ما لونها؟ وما كادوا يفعلوها وكادوا أن يقعوا فى حروب أهلية ...
 فى نهاية الأمر أود أن أبلغ رسالة إلى كل من كان فى هذا الوطن، إلى المجلس العسكرى، إلى مجلس الوزراء، إلى أحزابه وشبابه ورجالاته ونسائه وإلا جميع الأطياف ... صموا آذانكم عن هذه الأبواق التى لا يهمها إلا مصلحتها ولا تلتفتوا إلا إلى رأى الشعب ورغبته فهو الضامن لشرعيتكم جميعاً وإذا جد الجد فلن تجدوا أي من هؤلاء الذين ينادون بخراب البلاد وأقولها وبقوة إنهم لن ينفعوكم ولن ينصروكم وأذكركم بقول الله تعالى  إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ

الاثنين، 16 مايو 2011

سورة الحجرات ... المدنية صورة فى سورة

إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) الحجرات

تنزل القرآن على النبى المصطفى صلى الله عليه وسلم بمكة المكرمة بآياتٍ محكمات  تدعوا إلى عبادة الله الواحد الأحد واشتملت على دلائل وجوده كما أن السور المكية ميزت بين الحق والباطل وبين الجنة والنار، وبها من القصص ما يثبت بها أفئدة المؤمنين وبيان العبر والدروس من السلف من الرسل والأقوام الذين سبقوهم وظل هذا الحال لمدة ثلاثة عشر عاماً إلى أن أذن الله لروسله بالهجرة إلى يثرب لتكون نواة المجتمع الإسلامى
وسبحان الله فقد قام قائد الدولة الإسلامية الجديدة محمد بن عبدالله الهاشمي بشئٍ لم أنتبه إليه إلا مؤخراً فقد قام بتغيير إسمها من يثرب إلى "المدينة المنورة" لتكون إشارة عبر مر العصور أن الدولة فى الإسلام مدنية حتى وإن كان على رأسها خاتم المرسلين
صروة قديمة للمدينة المنورة

لأن الإسلام الدين الوسط فقد أراد الله أن تنشأ هذه الدولة الإسلامية فى مجتمع وسطي كأى مجتمع متحضر ، فيه من التنوع ما بين اهل البلد الأصليين (الأنصار) والوافدون (المهاجرين) الذين أخى الرسول بينهم وجعلهم أخوة ،و فيها العربى والفارسي كسلمان والرومي كصهيب ، بالإضافة للمسلمين كان في المدينة أهل الكتاب (يهود ونصارى كما أسماهم القرآن) والمجوس مثل أبو لؤلؤة قاتل عمر بن الخطاب ، وفيها المنافقون والمؤمنون .
المدينة المنورة كانت مجتمعاً منتجاً به من يشتغل بالزراعة أوالصناعة أوالتجارة ...و لم يكن هذا المجتمع ملائكة تمشى على الأرض بل كانوا بشراً منهم الصحابة وغيرهم... بل تعددت في هذا المجتمع  صوراً كثيرة من الحوادث التى قد يقع فيها أي مجتمع آخر مثل السرقة أوالزنا  أوالنميمة وقصف وإفك، كما شهدت هذه الفترة انتصارات وتوزيع للغنائم كما شهدة نكسات وقرح وخسائر فى الأرواح وفتن.

لذلك فقد اتجه القرآن الكريم في السور التى أُنزلت بالمدينة المنورة إلى إرساء القيم العظيمة فى الإسلام وإلى وضع الأحكام وتعريف الحدود ووضع خارطة طريق لعلاقة المسلمين فيما بينهم أومع من غيرهم  ولعل أحد تلك السور التى استوقفتنى هى سورة الحجرات ذات الثمانية عشر آيه التي حينما تقرأها تشعر وكأنها نزلت الآن وليس من أربعة عشر قرناً... فهى تحاضر واقعنا وتخاطب أبناء جيلنا فى هذه الفترة العصيبة التى نمر بها ... بها من الشرائع ما يكفى لتكن المادة الأساسية لدستورٍ نصبوا إليه، وبها من القيم ما هو شفاءٌ لأمراض مجتمعنا، وبها من الأحكام ما يحل على بلادنا بالأمان والرخاء.

قبل أن أسرد بعض أيات هذه الصورة وأحاول أن أعكس مدلولها على واقعنا الحالي دعونا نتفق أنني لا أفسرها لأنني لست أهلاً لذلك ولكنى فقط أحاول الربط بينها وبين ما يحدث من حولنا وكيف لنا أن نستمد العبر والأحكام من تلك السورة العظيمة بالفعل من أجل وطن أفضل. كما أننا متفقون على القياس بمعنى أنه لا يحل أحد مكان الرسول الكريم ولكنه فى هذه الآيات رمزاً للقائد وولي الأمر والمسلمون الذين يخاطبهم الله فى السورة هم أبناء الوطن ... لن أضرب أمثلة ولكن يمكنك أيها القارئ بسهولة أن تربط بين هذه الآيات وبين ما يحدث الآن

بسم الله الرحمن الرحيم
·         يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ
هنا إعلاءً لمكانة القائد أو القائمين على أمر البلاد فلا يجب للعوام أن يكونوا على عجلة من قضاء إمرٍ إلا بعد الرجوع إلى أولي الأمر
·         يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ
كما عودنا الدين الحنيف دائماً وأبداً التحلي بالأخلاق العظيمة وأن نوقر الكبير وننزل الناس منازلهم وما من أمة تخلت عن قيمة الإحترام إلا وذهبت عنها جُل الفضائل
·         يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِين
لا تحتاج الآية إلى تفسير ولكن وبدون مبالغة إذا نظرنا فى واقعنا المرير وكم الفتن التى ننكوي من نارها هذه الأيام نجدها من الأساس مبنيةُُ على أخبارٍ مغلوطة دسها لنا الأعداء أو وشايات تكاد تعصف بالوطن من الأساس وتجرفنا إلى حروب أهلية لذلك ينبغى علينا جميعا ألا ننساق إلى أى خبر دون التحقق منه ، وإذا ما تحققنا يجب أن نعود إلى أولي الأمر كما أشرت فى الآية الأولى وألا نتعجل بأمرنا فنجد أنفسنا فى موقف لا نحسد عليه
·         وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الأَمْرِ لَعَنِتُّمْ
إن صمت ولى الأمر أو القائد لا يعنى دائماص الضعف أو الغفلة ولكنه محيطٌ بما لم يحط به العامة من بواطن الأمور لذلك لا يجب أن تنفذ جميع طلبات العامة ،،، هنا يتحتم علي أن أضرب مثلاً للتوضيح فقد تعالت أصوات المصريين المضادة لدكتور مفيد شهاب لترشحة  لمنصب أمين عام جامعة الدول العربية وهو ما أدى إلى سحب هذا الإسم وطرح مصطفى الفقى وبالفعل تعالت الأصوات مرة أخرى وكانت النتيجة التى تبدوا كالعقان أننا كدولة خسرنا وزيراً للخارجية من الطراز الأول وهو نبيل العربى
·         وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِين
دعوة صريحة للمجتمع أن يكون حكماً صالحاً متعايشاً مع جيرانه وأن يظهر الحق وأن يكون أداة صلحٍ بين الطوائف
·         يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ
 ما هذا القرآن وعظمته مرة أخرى يدعونا إلى الإحترام وعدم السخرية من أقوامٍ أخرى وهنا يستخدم لفظ قوم لبييان الإخلاتف فلا يجب علينا أن نسخر من غيرنا ولا يجب علينا قذف الآخرين بالإتهامات ولا يجب أن نتمادى فى إسنخدام قوائم العار أو القوائم السوداء لأننا لا ندرى من أفضل من مَن ... ويخص القرآن النساء مرة أخرى بهذا الأمر لما لدى النساء من شغف فى النميمة
·         يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ
لا أجد أبلغ من المثل الذى ضربه القرآن فسوء النية إثم والغيبة وذكر المرء لغيره بما لا يحب فهو مثل الأكل من لحمه ميتاً
·         يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير
لو أننا استخدمناها للدفاع عن الإسلام فى قضايا التعايش وع الآخر وتهم الإرهاب لكفت
·         إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ
يخص الله المؤمنين الصادقين فقط بتلك الفئة العاملة المجتهدة التى تبذل قصارى جهدها لخدمة الوطن والدين والمجتمع أما هؤلاء الكسالى الذين لا يجتهدوا فهم خارج هذه الدائرة الصادقة

لعل هذه السورة المدنية قد ضربت مثالاً جيدا للدولة المدنية فى الإسلام وتكون دافعاً للمغالين عن الدين أن يعتدلوا وتكون مطمئنةً لمن يتوجس من الإسلام خيفة  أنه ضد المدنية

السبت، 14 مايو 2011

مصريون ليسوا بالخارج

مصر ليست بلداً نعيش فيه وإنما هى وطنٌ يعيشُ فينا


عندما يحط المواطن المصرى بقدمه لأول مرة فى مطار بالخارج يكون أول سؤال يسأله لنفسه "متى العودة للوطن؟" هذا حال الغالبية الكاسحة للعمالة المصرية الموجودة بالخارج وخاصة دول الخليج، فهم يختلفون عن غيرهم من الجنسيات الأخرى فى هذا الشأن ولعل هذا ما ينعكس على سلوك المواطن المصرى ونمط حياته فى الغربة فما من مالٍ ينفقه إلا وسأل نفسه هل ينبغى أن أصرف هذا المبلغ أم أقوم بتحويله إلى بلدى (أنا هنا لا أدعى الوطنية المفرطة لهؤلاء الصنف من البشر وإن كانت بالفعل موجودة)  وهذا ما أدى بالأرقام إلى أن تحويلات المصريين من الخارج هى المصدر الثانى للعملة الصعبة للبلاد متقدمةً على عائدات التصدير !!

البدائل الإدخارية الأخرى المتاحة للمقيمين بالخارج كثيرة وأكثر أماناً من تحويل أموالهم لمصر، فسوق الخليج المستقر والمتصاعد يعطى أريحية للإستثمار فيه أو الإكتتاب فى سوق المال به، إيداعات البنوك الخليجية لها مردوداً جيداً من الأرباح، كما أن الموافقة للأجانب على تملك الشقق يمكن له أن يكون استثماراً جيدا للمغترب المصري أن يتملك عقاراً تزداد قيمته السوقية مع الزمن وفى نفس الوقت توفر قيمة الإيجار الذى غالباً ما يبتلع النسبة الكبرى من دخله. 
ليس هذا فحسب بل حتى المركبة التى يشتريها المواطن المصرى غالباً ما تكون بغرض شحنها فى آخر الامر لبلده وهذا ما يجعل اختياراته محدودة من حيث الموديل وحجم السيارة ومواصفاتها التى قد تتناسب مع مصر أكثر مما تتناسب مع البلد المقيم فيها!!!

ليست التحويلات النقدية هى المكسب الوحيد من المصريين العاملين بالخارج ولكن هناك مكاسب أخرى مباشرة وغير مباشرة تأتى بالنفع على مصر، فعلى سبيل المثال الهجرة المؤقتة لملايين المصريين تعد تخفيفاً لحمل الكثافة السكانية التى تخنق بالبلاد، فالمغترب المصرى ذو الكفاءة المهنية العالية يوفر وظيفة فى السوق المصرى لمواطن آخر أو على الأقل يقلل نسبة البطالة، كما أنه يوفر كرسي فى المواصلات وسريراً فى مستشفى كما يوفر استخدام الدعم المتاح من القمح والتموين والبنزين والكهرباء والمياة وغير مما تدعى الحكومة أنها تدعمه.
احصاءات البورصة الرسمية تشير إلى أن أكثر من 10% من الإستثمارات المباشرة تعود لمصريين بالخارج كما أن النسبة تتزايد فى صناديق الإدخار  وشركات التأمين أضف إلى ذلك القوة الشرائية للمصريين بالخارج وذوييهم بمصر التي لا يستهان بها فهى تمثل رواجاً شديداً فى سوق العقارات وفى المدارس والجامعات الخاصة وفى الأندية وغيره من القطاعات.
كما أن موسم الصيف يشهد رواجاً هائلاً فى قطاعات عدة مثل السياحة والفندقة وقطاع التجزئة والقطاع الطبي نتيجة قضاء المصريين للإجازات فى مصر وهم يقضون هذه الفترة البسيطة كسائحين لا تقل نفقاتهم بأى حال عن نفقات أى أجنبى آخر يزور مصر.
صورة أخرى من المساهمات غير المباشرة هى لفئة معينة من الصفوة المصرية بالخارج مثل الأطباء أو أساتذة الجامعات وموظفي الشركات هى اختيارهم لشركة الطيران المصرية كترانزيت لسفراتهم عندما تكون وجهتهم لأحد دول أوروبا أو أمريكا وغيره من الأشياء التى لا يتسع المجال لذكرها هنا.

لعل ما سبق يجعل الدولة والشعب أن يضعوا أولوية خاصة لهذه الفئة من المصريين وأن تحوييهم وتعمل على إستثمارهم بالشكل الجيد حتى تكون العلاقة بين مصر وأبنائها بالخارج علاقة مكسب لكلا الطرفين لا أن تكون استنزافاً من الحكومة وابتزازاً من الشعب لمواطن يعمل بالخليج كما هو الحال منذ سنواتٍ مضت.

كما أن الأحداث المتواترة الأخيرة فى مصر تجعلنا أكثر قلقاً على هذه العلاقة أكثر من أى وقتٍ سبق، بل أن الواقع الحالى بالبلد قد يأتى كليةً على هذه العلاقة ويدفع المصريين بالخارج إلى الإنفصال المؤقت عن مصر حتى تستوى الأمور وتتحسن، إن الإقتصاد المنكمش ولجوء الدولة إلى الإحتياطي النقدى يجعل المصرى يفكر ألف مرة قبل أن يرسل أمواله التى يحصل عليها بالكد والغربة وتجعله يلجأ إلى وعاءً إدخارياً أفضل وأكثر أماناً وكما أشرت قبل فالبدائل موجودة.
كما أن تعطيل عجلة الإنتاج وتصاعد وتيرة الوقفات الفئوية يؤثر سلباً على تلك التحويلات. وأيضاً عدم وضوح معالم المستقبل السياسى فى الأفق له الأثر السلبى نفسه.
الشئ الآخر البالغ الخطورة هو الإنفلات الأمني وفوضى الطائفية الذى يحول بين المصريين وبين قضاء إجازتهم فى مصر وهو ما يمثل الضرية القاسمة للإقتصاد المصرى هذا العام حيث أن المصريين بالخارج هم المتنفس هذا العام.
 لذلك أقولها صراحة ... إذا كانت هناك أسباباً أدت إلى طرد أو أحجام المستثمر الأجنبى من الإستثمار فى مصر مثل عدم الإستقرار وتدخل القضاء لنقض العقود المبرمة سابقاً والتشهير الإعلامى ببعض المستثمرين (وإن كان هذا يحتاج إلى مقال ثانٍ) فلا داعى أن نخسر أيضاً أبنائنا بالخارج.

وبما أن زمن مبارك قد ولى ودن رجعة إنشاء الله وتولت إدارة البلاد من نحسبهم يسمعون لأبنائهم وهو ما نتلمسه جميعاً، فإن على الحكومة المصرية اتخاذ بعض الخطوات الهامة للحفاظ على هؤلاء المصريين المغتربين ومنها مثلاً

-          فتح قنوات التواصل الفعال مع المصريين بالخارج سواءً كان من خلال السفارات والقنصليات أو عن طريق بوابة إلكترونية لوزارات الخارجية والقوى العاملة والإقتصاد
-          الحق فى الإنتخابات والتصويت داخل مقار السفارات والقنصليات بالخارج
-          تسهيلات جمركية فى منافذ الموانئ كما يجب
-    وضع قانون خاص للإعفاءات جمركية للمصريين العائدين بصفة نهائية أو لا قدر الله فى حالة الوفاة
- تنشيط المعاملات الإليكترونية مثل تجديد تصاريح العمل من خلال الإنترنت وغيره من الخدمات الحكومية الأخرى
-          استقطاع مبلغ شهري أو سنوى مقابل التأمينات الإجتماعية والطبية للمغترب وأسرته (الإختيارية)
أخيراً ... مررت بحادث شخصي أود أن أختم به مقالى عندما زار منزلى موظف التعداد السكانى ودعوته إلى الدخول فوجد علماً لمصر معلقاً على الحائط فقال لى أنه ما من مصرى دخل بيته إلا ووجد عنده علم مصر فلم أجد رداً أرد به عليه أبلغ من قول البابا شنودة "إن مصر ليست بلداً نعيش فيه وإنما هى وطنٌ يعيشُ فينا"

هشام صبرى

الأحد، 27 مارس 2011

شماعات



ما أظلم الإنسان وما أجهله !!!هناك صنفُُ من البشر له من القوة والإمكانات أن يرتكب أبشع الجرائم بما يستحيل على أى مخلوق  آخر أن يضاهيهم فيها،ولكن الأخطر من هذا أن كل البشر لديهم القدرة على لصق التهمة بالآخرين وبالتالى يتبدل موقعهم من الجاني إلى المجني عليه بل يكون هذا مبرراً لتكرارها مرات ومرات بدافع أنهم ليسوا الفاعل، ولأكون أكثر تحديداً سوف أذكر ثلاثة أصناف دائماً ما يلصق فيهم ما لا يطيقون على فعله وإن كنت لا أبرئهم من نواياهم الخبيثة

أولهم الشيطان (لعنة الله عليه) ... فهذا العدو الذى لازم الإنسان منذ أول خلقه أكاد أجزم أنه أحيانا يقف متعجباً ومذهولاً من شرور النفس البشرية التى فاقت قدراته فى العديد من الجرائم ، فلا ننكر أن أول جريمه فى تاريخ البشر كان الجانى فيها وبجداره تلك النفس البشرية عندما قتل قابيل أخاه هابيل كما قال الله تعالى (فطوعت له نفسه قتل أخيه) وأيضا أنا أزعم أن الشيطان لم يكن حاضراً فى المعامل والمختبارات أثناء صناعة القنبلة ذرية وليس هو من ألقاها على اليابانيين ...وإن كانت هذه الأفعال تسعد الشيطان إلا أنه سوف يتبرأ منها عندما يقف بين الطغاة ويخطب فيهم كما ورد فى القرآن الكريم (وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم)


الثاني هو إسرائيل ... ذلك الورم الذى زُرِعَ فى قلب الوطن العربى ومنذ تلك اللحظة أصبحت هى العدو الحميم الذى لا يفارقنا ولا نفارقه، فما من حادثة تستحدث فى بلاد العرب إلا وتكون إسرائل المتهم الأول فيه وغالباً الأخير، فهى دائماً وأبداً الإختيار السهل فى أي أزمة إذا ما أراد الحكام الإشارة وهى أيضاً الإختيار السهل للشعوب ليصدقوه


أما الوارد الجديد لهذه القائمة فهو "فلول النظام" كما يحلو للثوار فى مصر أن ينادوه، ولعل هذا الضيف الثقيل على الثورة المصرية موجوداً بالفعل لكنه فى نهاية الأمر لا يتعدى كونه تنظيماً شريراً لم يستطع أن يصمد لأكثر من ثمانية عشر يوماً رغم أنه كان هو السلطة المطلقة ولكنه سقط أمام شعبٍ تمتد سلالته بإمتداد التاريخ،،، هذا الفلول أصبح وبقدرة قادر مصدر الخطر على ثورة شارك فيها عشرات الملايين في شتى بقاع مصر !!! لا والله إن قدرة هذا التنظيم الهش لا يمكنها أن تعيد الوضع إلى ما كان قبل الثورة أبداً ولكن الجانى الحقيقى هو نفسه الشعب المصرى ..
قامت الثورة ولكن الشعب لم ينفض التراب من عليه بعد، فما زالت نفس العقليات التى دأب النظام على تسطيحها منذ السبعينات تعمل (أقصد لا تعمل) بنفس الآلية، ما زالت رواسب الطائفية فينا بال إزددنا بجاحة وأصبح ما كنا تنهامس به فى الأمس أصبحنا ننشره على الملأ بداعى الديموقراطية وبلا أن نراعى مشاعر الغير

مازالنا نسخدم الأذن فقط لبني بها أراءنا ونقر بها مصائرنا دون أن نترك المجال لأاعين تبصر وعقول تفهم، فما زال الموجه الأول للرأى العام هو منبر المسجد أو الكنيسة أو الجزيرة ومع إحترامى الكامل للجميع، وليست الاستفتاء عنا ببعيد

مازلت الإحتجاجات متواصلة بأشكال عجيبة وأسماء غريبة ومعها تقريباً تتوقف عجلة الإنتاج، مازلنا نجرى وراء الماضى وننسى حاضرنا ومستقبلنا فأنا أتعجب من هؤلاء الذين يطالبون بمسح إسم الرئيس السابق من الحياة العامة ولا يفكرون ما ماهية أو شروط الرئيس القادم ومازلنا نتكلم عن قوائم العار ولا نفكر كيف ينهض الوطن

كما قلتها فإن الفلول لن يعيد الوضع إلى ما كان قبل الثورة أبداً ولكن الشعب سوف يجعل الوضع أسوأ مما كان إذا أراد ذلك

الجمعة، 18 مارس 2011

وليه لأ ؟!!

التصويت ضد تعديلات الدستور فى استفتاء 19 مارس 2011



الجدل الموجود في الشارع المصري والحيرة ما بين التصويت بــ "نعم" أو "لا" هو ظاهرة جديدة لم نشعر بها من قبل فقد كان صوتنا بلا قيمة منذ إعلان الجمهورية المصرية عام 1952 ... وقبل أن أطرح رأيي في هذا الاستفتاء أحب أن أوضح أن كلا الخيارين جيدان بالنسبة لمصر.
فــ "نعم" تأتى بتعديلات على بعض المواد الدستورية التى فرضت علينا عنوة وضد رغباتنا  وطالما كنا نحلم بتغييرها  بل في يوم من الأيام هي سقف مطالبنا فى ثورة 25 يناير ... أما بالنسبة لــ "لا" فهي بمثابة الحلم الذي يحلم به المصريين المنتشين بالثورة ورياح التغيير

لماذا يجب أن نحترم من يصوت بـ "نعم" ؟

-         قطاع عريض من الشعب المصري يصبوا إلى الاستقرار وعودة الحياة الطبيعية إلى ما كانت عليه وبالتأكيد فإن الموافقة على الدستور سوف يسرع من هذا الاستقرار ولهم كل الحق في ذلك
-         من حق الإخوان المسلمين هذا التنظيم النشيط و الفعال والذي مثل المعارضة الحقيقية طوال الفترة الأخيرة أن يعلن رغبته ويطالب الناس بالسير فى نفس المسار والتصويت بنعم، وإن كانوا يصوتون بنعم لأن لديهم الجاهزية فى المشاركة السياسية فهذا ليس عيباً بل ميزة لديهم ويجب أن يستفيدوا منها
-         إذا كان معارضو التعديلات يستندون إلى أن الموافقة على التعديلات سوف تأتي بالحزب الوطني ألى السلطة بعد كسب الانتخابات البرلمانية هذا يعنى أننا يجب على الفور أن نطلق سراح أحمد عز مهندس الانتخابات الأخيرة، فكيف لنا أن نتهمه بإفساد الحياة السياسية باستخدام أساليب غير مشروعة لكسب الأغلبية إبان حكم مبارك ونحن نزعم أن الحزب سوف يفوز بعد الثورة وبعد أن رحل مبارك !!
-         من ينتقدون شعارات البعض أن التصويت بنعم واجب شرعي أو غيره من الشعارات هم نفسهم من اتخذوا شعارات مماثلة مثل "قول لا علشان دم الشهيد ما يروحش هدر" بل منهم من تطرف بالرأي ودعا إلى مظاهرات مليونية إذا ما تم الموافقة على التعديلات
-         مثلما دعت التيارات الإسلامية إلى التصويت مع التعديلات فإن المجلس الكنسى أيضا قد دعا إلى التصويت ضدها ومن المعروف أن الصوت القبطى ملزم لجميع الأقباط ولن يحيد عنه إلا النادر
ولكن لماذا يجب أن نقول لا ؟

لن أخوض في مدى جودة أو فعالية دستور 71 ولن أدعوا أيضاً إلى جمهورية برلمانية لأنه ببساطة البرلمانية الرئاسية دائماً هي الأفضل لمصر ... ولكنني قد بنيت رأيي هذا على افتقار لجنة التعديلات الدستورية إلى طرح صيغة جيدة للمواد التي سوف يتم الاستفتاء عليها بل أنه يشوبها الكثير من العيوب والأخطاء وفيما يلي النقاط التي أستند إليها لرفض التعديلات

-         مدة الرئاسة المثالية هى خمسة سنوات لا أكثر ولا أقل
-         أنا مع التجديد لمدة واحدة فقط وأن يتم هذا بأثر رجعى مما يعنى أن مبارك ليس له حق الترشح لولاية سادسة
-         يجب تقليص صلاحيات رئيس الجمهورية مع الإحتفاظ بصفتي الرئيس العلى للقوات المسلحة والشرطة
-         لابد من وضع مادة صريحة تمنع ترشح أحد أقارب الرئيس من الدرجة الأولى في الانتخابات التالية المباشرة
-         بالإضافة إلى إلزامية الرئيس تعيين نائباً له يجب أن يضع الدستور صراحة مواد تعالج فراغ السلطة لهذا المنصب ، كما يجب توضيح شروط شعل هذا المنصب
-         أتفق مع عدم ازدواجية الجنسية المترشح وقت الترشح لرئيس الجمهورية ولكنى أعترض على اشتراط عدم التزوج من أجنبية لأنه شرط مجحف
-         تنص المادة 190 من الدستور المعطل بـ "تنتهي مدة رئيس الجمهورية الحالي بانقضاء ست سنوات من تاريخ إعلان انتخابه رئيسا للجمهورية" وهو ما يتعارض مع فترة الرئاسة التي سوف يتم الاستفتاء عليها بأربعة سنوات !!
-         بالنسبة للانتخابات التشريعية
o       لا داعى لوجود مجلس الشورى ترشيدا للمبالغ الطائلة التى تنفق عليه سواء أثناء الانتخابات أو أثناء انعقاد دوراته التي لا جدوى لها
o       تقليص عدد أضاء مجلس الشعب المرشحين من 444 إلى 300 مرشح فقط مع توسيع الدائرة الانتخابية لضمان كفاءة الأعضاء
o       تعيين 20 عضو عن طريق رئيس الجمهورية على أن يكون من ضمنهم جميع رؤساء الجمهورية السابقين، كل من حاز على جائزة نوبل بالإضافة إلى لفيف من المفكرين والصفوة ورؤساء النقابات وقيادات الأقليات
o       عدم ترشح الوزراء أو المحافظين ... مع إمكانية حفاظ عضو المجلس المنتخب على مقعده إذا تم تعيينه وزيراً
o       تحديد حصانة أعضاء مجلس الشعب
o       يحرم من حق التصويت والانتخاب والترشح من لم يحصل على الشهادة الإعدادية كما يجب أن يحرم منها لمدة لا تقل عامين عن ولا تزيد خمسة أعوام كل من تورط في عمليات تزوير أو ساعد في ذلك وأن يكون ذلك بأثر رجعى حتى تحول بين من صدر بحقهم أحكام قضائية من أعضاء الدورة البرلمانية السابقة عام 2010
-         بالنسبة لتكوين الأحزاب
o       يجب أن يظل تكوين الأحزاب بالموافقة لا الإخطار ولكن بشروط أكثر عدالة ومرونة
o       لا يقل عدد المؤسسين للحزب 1500 عضواً على ألا تقل نسبة المسلمين أو الأقباط عن 10% وألا تقل نسبة النساء أو الرجال عن 10% وأن يكون المؤسسون من خمسة محافظات على الأقل
o       تعقد جمعية عمومية في خلال 60 – 90 يوماً لانتخاب رئيساً للحزب


من أجل ما سبق أناشد كل مواطن مصري له القدرة على الذهاب لمراكز الانتخابات ألا يتوانى بل عليه الذهاب والتصويت بما يمليه عليه ضميره وتطمئن إليه نفسه ولكن في آخر الأمر وما دمنا نناشد بالديموقراطية فيجب علينا جميعاً إحترام رأى الأغلبية مهما كانت