الجمعة، 25 فبراير 2011

لماذا البرادعي؟


د. محمد البرادعى

انتفض الشعب وتخلى الرئيس ولكن النظام لم يسقط بعد ... نعم هناك مؤشرات إيجابية رافقت هذه الثورة التى غيرت التاريخ وربما قد تغير الجغرافية ، ولكن هناك تخوفات جمة من ما أطلق عليها "الثورة المضادة" والتى روج لها عقول عديدة لها وزنها مثل الأستاذ هيكل وهويدى والأسوانى وبالطبع الدكتور محمد البرادعي والمخرج خالد يوسف والشيخ صفوت حجازى وغيرهم

جُل هذه التخوفات من عودة النظام فى أحد صوره إلى الحكم من خلال الإنتخابات القادمة النيابية والرئاسية لما لهذا النظام من قوى تنظيمية لا ينكرها إلا غافل أو مُغرِض فما زال النظام متواجد تقريبا فى كل مراكز القوى فى مصر فهو ما زال على رأس الحكومة وعلى رأس النقابات العمالية والصحف القومية ومجالس إدارات القطاع العام ما زال مسيطر على القطاع الخاص وهو ما يضمن عدداً مريحاً من المقاعد النيابية الشورى والشعب (شئنا أم أبينا) وهو ما يلقى على عاتقنا ضرورة الإهتمام بشخصية الرئيس التى سوف تكون بمثابة رمانة الميزان على الساحة المصرية فى الفترة القادمة.

لعل الأسماء المفروضة على الساحة الآن للترشح على منصب الرئيس معروفة للجمييع مثل البرادعى، عمرو موسى، أيمن نور، حميدين الصباحى،د. زويل أو المستشار هشام البسطويسى ... وسوف تخلوا القائمة من مرشح إخوانى ولكن هناك أسماء سوف يكون لها ثقل إذا دخلت اللعبة فربما يدخل عليها مرشح ذو مرجعية عسكرية وأقربها الفريق عنان رئيس الأركان الحالى بالإضافة إلى مرشح النظام البائد الذى يخطط له من الآن (أقصد من يوم 12 فبراير) وإذا ذهبنا أبعد قليلاً قد يترشح المواطن جمال مبارك الحر الطليق الذى يكفل له الدستور ذلك.

من القائمة السابقة هناك أسماء ما قامت الثورة أساساً إلا للإطاحة برموزها فالشعب أعلن رغبته فى دولة مدنية (فلا إخوان، لا عسكر، ولا نظام فاسد) إذن فعلينا كثوار وكشعب أن نلتف حول إسم واحد فقط يضمن لنا طموحاتنا ويكون منافس قوى يحظى بالأغلبية 55-65% أمام المرشح العسكرى المحتمل حصوله على 20-25% ومرشح النظام الفاسد المحتمل حصوله على 25-30% من الأصوات (يجب إن نضع فى الحسبان نسبة المشاركة، الميول الفئوية والطائفية التى سوف تحظى بدور مؤثر)
أشرت إلى ستة أسماء محترمة وكما أشرت أيضاً يجب أن نلتف حول إسم واحد منهم،،، لن أخوض فى السيرة الذاتية لكلٍ منهم ولكنى فقط سوف أستأثر حديثى عن الشخصية الأصلح من وجهة نظرى ليقود مصر الدولة فى الفترة القادمة ... محمد البرادعى هو رجل الفترة الحالية لما يتمتع به من مقومات لا تجتمع كلها فى غيره سوف أسردها فى النقاط التالية
*****

البروفايل (السيرة الذاتية)
          د. محمد البرادعى الرئيس السابق للوكالة الدوليةللطاقة الذرية من مواليد القاهرة عام 1942 حصل على ليسانس الحقوق من حقوق القاهرة ونال شهادة الدكتوراة عام 1974 من جامعة نيويورك فى القانون الدولى وهو من عائلة مرموقة كان والده نقيباً للمحامين، واحد من أربعة مصريين حصلوا على جائزة نوبل للسلام كما نال وشاح النيل وهو أعلى تكريم مدنى من الحكومة المصرية بالإضافة إلى أكثر من عشر جوائز عالمية أخرى بالإضافة إلى العديد من شهادات الدكتوراة الفخرية من كبريات الجامعات فى العالم

الوزن الدولى والمحلى
يحظى البرادعى بإحترام لا يحظاه مصرى آخر على المستوى العالمى فرغم إعتراض الولايات المتحدة على إعادة ترشحه لرئاسة الطاقة الذرية إلا أنها تحترمه وله وضعه المرموق فى جميع دول أوروبا وآسيا بالإضافة علاقاته الغير مقطوعة مع إيران وتركيا، كما أنه عربياً ليست الشخصية المحبوبة ولكنه يحظى بجانب كبير من إحترام العرب ويعملون له الحساب وهذا هو المطلوب مع الأشقاء ... أما عن الشأن الداخلى فلا زال عالق فى أذهاننا يوم 19 فبراير 2010 عندما عاد للوطن وإلتفت الآلاف حوله فى مطار القاهرة معتبرينه طوق النجاة الذى يمكن أن يكون حائط الصد ضد فكرة التوريث فى وقت كانت فيه كل الطرق تؤدى إلى جمال مبترك  ومنذ هذا اليوم بدأ البرادعى لاعباً أساسياً فى الحياة المصرية وحرك المياة الراكدة ولم يقدر النظام البائد على مواجة شعبيتة المتزايدة وإلتفاف فئات عدة حولة وحصوله على توقيع مئات الآلاف من المؤيدين له،  لذلك فإن النظام البائد إختار أساليباً لا يجيدها غيره مثل تسليط الصحف القومية لإصدار الشائعات ضده ووصل بهم الأمر إلى الخوض فى حياته الشخصية وهو ما زاده إحتراماً فى عيون المصريين.
لكن مع مرور الوقت بدأت شعبيته تقل لسببين رئيسيين الأول هو خطابه اللين الذي كان يراهن فيه على الشعب والشباب فى قضية التغيير بينما كان أنصاره يطالبونه بمزيد من الحدة ويتأففون من إفتقاره مقومات الزعامة أما السبب الثانى هو بعده عن الواقع المصرى وتعدد سفراته وعدم تواجده فى مصر إلا زائراً وسوف أتناول تلك الأسباب كل على حدى
*****

البرادعى ليس زعيم
كما أشرت فإن البرادعى ليست لديه كاريزما الزعماء بل أن قوته تكمن فى العمل المؤسسى المنظم من واقع عمله فى المؤسسات العالمية مثل وزارة الخارجية والأمم المتحدة والوكالة الدولية وهذا ما تحتاجه مصر تماماً فى هذه المرحلة الجديدة... نريد رجلاً منظماً له فكر مؤسسي يعمل على إعادة بناء الهيكل المصرى من الداخل، تقوى خلال مدة حكمه دور الأحزاب والمعارضة. نحن لا نريد زعيما يشحذ الهمم ويلهب المشاعر يجعلنا نناوئ المعارضة ونطالبه بالإستمرار والتمديد. ولعل الفترة القادمة تكون إعادة بناء وإعداد للقادة كذلك التى تفتقر الحياة السياسية إليهم الآن وبما أننا ننشد دستوراً جديداً فلن يخرج هذا الدستور من رحم دولة تهوى زعيمها أكثر من رغبتها فى التطوير المؤسسي.
بينما استهجن رفقاء البرادعى خطابه اللين كان البرادعى الوحيد فى زمانه الذى يراهن على الشعب المصرى فى أكثر من مقابلة أو مناسبة ويراهن على أن خروجهم للشارع هو الطريق الوحيد للقضاء على الإستبداد ولعل هذا ما حصل بالفعل.

حياته خارج مصر
هى الركيزة التى يلجأ إليها أكثر معارضوا البرادعى ولهم كل الإحترام في ذلك -بغض النظر عن نواياهم- على أساس أن الرجل عاش خارج مصر ولايعرف الشارع المصرى ولكننى أنظر إليها كنقطة إيجابية ترجح كفة البرادعى على غيره، ببساطة لأن الوسط السياسي فى مصر كان فاسداً لدرجة تغلغله داخل النظام والمعارضة فى آن واحد وإن كان هناك تراوح فى الفساد، فليست إنتخابات الشعب 2010 ببعيدة ونذكر جيدا أن البرادعي هو الوحيد الذى نادى بمقاطعة الإنتخابات التشريعية فى الوقت الذى هرولت فيه باقي القوى السياسية (حكومة، معارضة، إخوان ومستقلين) للإنتخابات وأنفقت مليارات الجنيهات عليها رغم علمهم بأنها لن تُجرى بنزاهة  ولعل هذا هو بمثابة المشاركة فى شئ فاسد مع سبق الإصرار والترصد حتى بعد أن أعلنت الأحزاب والإخوان الإنسحاب من الجولة الثانية للإنتخابات إنشق عن هذه الأحزاب جميع الأفراد الذين وصلوا لجولة الإعادة بل وقبلوا مساومة النظام لهم والذى قام بتزوير الإنتخابات لهم ضد مرشحى الوطنى، إذن أننا أمام منظومة فاسدة لا نأمل منها الكثير والأفضل أن يكون صوتنا لواحد من خارج المنظومة.
وبالنظر إلى تاريخ مصر نجد أن مؤسسها محمد على باشا لم يعيش فيها بل لم يكن مصري من الأساس ومع ذلك بلغ بالدولة المصرية ما لم تبلغه أى دولة فى زمانه وللأسف لم يأتى بمصر إلى الوراء ونهب ثرواتها واختزال دورها وضياع أرضيها إلى من هم مصريون ولا يستدعينى المجال لذكرهم الآن

السياسة المعتدلة
البرادعى معروف عنه الفكر الليبرالى المتفتح وهو ما يتماشى مع الدولة المدنية ولكن فى نفس الوقت فإنه لم يترك فرصة إلا ويعلن فيها عن حق جماعة الإخوان المسلمين من طرح توجهاتها السياسية فى نسق قانونى من خلال حزب كما أنه دائم الكلام عن حقوق الأقباط وهو من ينادى بالعدالة الإجتماعية ومبدأ تكافؤ الفرص والمساواة ، حتى فيما يخص الرئيس مبارك لم يؤخذ على البرادعى أى إساءة ضد الرئيس السابق رغم أنه أول من نادى بسقوطه وأيضا أول من ينادى بمحاكمته الآن ...
لذلك فإن اعتدال مزاج البرادعى يضمن لمصر سياسة محترمة وليست ضعيفة وهو ما يميزه عن غيره 

كفائة السلطة التنفيذية
جرت العادة فى مصر أن الحاكم دائما ما يخاف أن تسلط الأضواء على غيره أو أن تزداد شعبية من دونه ولدينا نماذج كثيرة على سبيل المثال الأمين العام لجامعة الدول العربية قام الرئيس السابق بإقصائه من وزارة الخارجية وتعيينه فى منصب قضى به على مستقبله السياسى إلى الأبد أو إقالة الدكتور الجنزورى وغيرهم فقط لأن شعبيتهم كانت ملفتة للنظر ... لعل هذه الآفه موجودة فى كل المصريين فهى آفة مستوطنة فينا لذلك فإن الشخص الوحيد الذى يجمع العديد من المقومات والشهادات تجعله لا يخاف أن يتختار كوادر وكفاءات على أعلى مستوى فهو البرادعى ، فغيره مثلاً لا يقدر أن يأتى بالدكتور زويل كرئيساً للوزراء أو مسئولاً عن التعليم وغيره لن يقدر أن يأتى بوزير خارجية قوى حتى لا يؤثر ذلك مكانة الرئيس فى الخارج فإن البرادعى إن أصبح رئيس سوف يكون أول رئيس مدنى، حاصل على شهادة الدكتوراة، وجائزة نوبل، ورئيساً لمنظمة عالمية وهو ما يعطى له ثقة فى أن يختار أفضل الكوادر دون الخوف، أضف على ذلك أنه مرشح مستقل لا ينتمى لأي من الأحزاب وهو ما يجعله أكثر حرية للإختيار بين الكوادر

كل ما سبق هى مقومات تأتى بالبرادعى فى مقدمة المرشحين ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه فهناك دائما فى السيساة قوى أخرى لا تريد الأصلح للعامة قدره البحث عن مكتسباتها الفردية

الثلاثاء، 22 فبراير 2011

تلاقى الخرابة وأيضا تلاقى القذافى


رغم علمى بأن القذافى سوف يلقى خطاباً للأمة كما أوردت وكالات الأنباء العالمية نقلاً عن التليفزيون الليبى إلا أننى آثرت النوم دونما أنتظره لأسبابٍ عدة فأنا تعلمت من الأحداث السابقة أن القادة العرب لا يلقون بالاً للوقت ولا يلتزمون بموعد الخطاب ربما لإنهم يريدون أن يستنفذوا قوى وصبر الشارع العربى كما يستنفذون دماء أبنائهم الزكية أو لربما قد يحتاج الخطاب إلى إعادة التسجيل لأكثر من مرة أو الحاجة إلى مونتاج أو مراجعته من قبل عرضه على الشعب لأن الزعماء فى هذه اللحظه يريدون أن يظهورا للشعوب وهم ثابتون أقوياء وفى أزهى حلتهم ... من الأسباب الأخرى التى جعلتنى لا أبالي بخطاب هذا القذافى أننى قضيت ليلة من أسوأ سيئة لما شاهدته من مناظر لشهداء الشعب الليبى المسلمين المسالمين العزل ولا أتحمل أن يطلع عليا ذاك الطاغية بإسلوبه المستفز ويتوعد فيهم كما فعل إبنه العاق ليلة البارحة.
لذلك كان أول ما فعلته فى صباح يومى أننى ذهبت إلى اليوتيوب لأشاهد خطاب القذافى للأمة ... ووالله إننى لم أصدق ما رأيت وتوقعت أن صورة التوك-توك ما هي إلا مقطع قديم تم إعادة نشره على الموقع من جديد لذلك حاولت جاهداً البحث عن المقطع الأصلى لهذا المجنون فى المواقع الموثوق فيها فإذا أنا أمام نفس التوك توك، إذن هذا هو الخطاب الموجه لشعب أريقت دماؤه وتعرض للقصف الجوى وإستجلاب مرتزقة أفارقة لقتلهم وتم قطع وسائل الإتصال عنه والمياة أيضاً والكهرباء
بدأ مقطع الفيديو بصورة لسقف مبنى أحسبه بيت تاريخى أو ما شابه لما يحويه من تحطيم وبيوتاً للعنكبوت ثم ينزل كادر الكاميرا إلى أسفل وأجد شمسيتين بيضائتين تـَحـُولا زخات المطر دون من تحتهما، إذن فإن التسجيل ليس فى استديو أو أحد قصور القذافى كما كنت أتوقع ... قد يكون المغزى من هذا الفيديو الإشارة أن الأخ العقيد مازال الزعيم الجماهيرى وهو يخطب للأمة من الشارع دون أن يخافهم ؟ ربما. ولكن وكما يبدو لى أن هذا المكان لا يوجد فى بشر ولأ أسمع صوتاً لهتافات أو أزيزاً للطائرات فهذا المكان أشبه بالخرابة وهنا وللمرة الأولى يطلع المثل المصرى مضروب فها نحن (نلاقى الخرابة وأيضا نلاقى القذافى) وتظهر فى خلفية الصورة توك توك قديم "ميد إن فنزويلا" يجلس بداخلها معمر بما يحمله وجهه لجميع معالم الغباوة ويرتدى فروة على رأسه وقفاز فى يديه (وهنا لم أستطيع أن أجد سبب واحد لوجود الشمسية!!!) ويتحدث أمام كائن بشري أو ما يعرف فى التاريخ المعاصر بإسم "مذيع" وأنا أتوقع لهذا الشخصية (الراجل اللى قدام معمر القذافى) أنها سوف تكون الأكثر شهرة وجدلاً قريباً، ويقول له يا إبنى ارتاح أنا أنا في طرابلس ولست في فنزويلا ... من أى طينة خلق هذا الصنم القذافى ؟ إلى مزبلة التاريخ

الخميس، 17 فبراير 2011

إحتمالات عودة مباراك


أعلم أن الله قد خلق الدنيا فى ستة أيام وأنه يجب عدم التسرع من أجل جني ثمار الثورة ولكن فى الوقت ذاته يجب الحذر كل الحذر من محاولات النظام البائد من التسلق مرة أخرى على كرسي العرش، قد يكون ظنى بعيداً عن الواقع لكن نظرتى التحليلية لبواطن الأمور تجعلنى أحلل ما يجرى من حولنا الآن لنتجنب ما لا يُحمد عقباه ... فعودة الرئيس مبارك أو أحد أذنابه لن تعود إلا من خلال المخطط الآتى المكون من أربعة محاور رئيسية

أولاً: إستمرار حكومة الفريق أحمد شفيق:
إن أداء شفيق فى حكومة نظيف كان رائعاً وكان على عكس باقى القطاعات لما لمسناه من طفرة فى الطيران المدنى وأيضاً قد يكون رئيس وزراء جيد لكنه فى حقيقة الأمر إمتداد لنظام مبارك ووزرائه ينتمون للحزب الوطنى ، بل أن هناك بعض الوجوه المرفوضة تماماً من الشارع المصرى وما زالت مفروضة علينا مثل فهمى، شهاب، مصيلحى ... وإنه كلما مر بنا الوقت وحكومة "تسييس" الأعمال هذه قائمة فهو تحضير عملى لعودة مبارك أو أحد فئرانه، وما يزيد قلقى وريبتى هو دعوات البعض من خلال مواقع التواصل الإجتماعى المطالبة بإستمرار هذه الحكومة !!
 لذلك فيجب وكما طالبت الثورة من قبل الإسراع بتعيين حكومة تكنوقراط حتى الإنتخابات

ثانيا: التباطؤ فى محاكمة الفاسدين
لم نرى حتى الآن موقف واضح ضد الفاسدين أو حتى تسريبات لنتائج التحقيقات، بل ما يزيد الأمر بلة أن بعض من هؤلاء المتهميمن ما يخرج علينا بإستمرار من خلال وسائل الإعلام ليؤكد أنه لم يجرى معه أى تحقيق وبعضهم يصر أنه يترجل فى شوارع مصر دون أن يستوقفه أحد، وأكدت لنا مصادر حكومية أن قرارات عدم السفر ما هى إلا إجراءات إحترازية... أضف إلى ذلك عدم تجميد أموال آل مبارك كما أكدت الدول الأوروبية والولايات المتحدة
لذلك فيجب إتخاذ إجراءات جادة وسريعة ضد الفاسدين واستئصالهم من المجتمع

ثالثاً: الإضطرابات الفئوية
جميع الفئات العمالية تقريباً فى مصر لديها مطالب وتربوا إلى غدٍ أفضل ولعل هذه الفئات تعتقد أنها تَستَغِل هذه المرحلة للحصول على حقها الضائع منذ ثلاثين عاماً، ولكنها فى حقيقة الأمر يتم إستغلالها من خلال بقايا الحزب الوطنى بالنقابات العمالية والمجالس المحلية  للإعتصام وشل إقتصاد البلاد وهو ما يضع القوات المسلحة فى وضع لا تحسد عليه لأنها أخذت على عاتقها ضبط النفس إلى أبعد الحدود وعدم استخدام العنف، ولعل البيان الخامس للمجلس الأهلى للقوات المسلحة أراد أن يستخدم الأسلوب التحذيرى لوقف هذه الإعتصامات
لذلك يجب على القوات المسلحة التعامل وبدون رحمة مع كل من يثبت عليه التحريض لهذه الإعتصامات وتوجيه تهمة الخيانة العظمى حتى تعود عجلة الإنتاج للبلاد

رابعاً: اللعب على العاطفة
جاء خطاب مبارك الثانى موجهاً للمشاعر المصرية ولعب على العاطفة دون إبداء أى وعود أى نزولاً لطلبات الشعب وبالفعل كان مردوده ملحوظاً فى شق الصف المصري لولا أن موقعة "البغل" قد أعادت الأمور إلى نصابها ووحدت الصفوف بل وزاداتنا قوة وإصرارا... نفس النغمة أسمعها الآن من خلال الحديث عن تردى صحة مبارك وأنه يرفض العلاج ويريد أن يقضى أيامه الأخيرة على أرض الوطن وهو ما يدغدغ العاطفة المصرية لما يحمله هذا الشعب من طيبة وأصالة وهو ما يصل لدرجة إحساس البعض بعقدة الذنب تجاه هذا الحمل الوديع بل أن هناك دعوات مزعومة لمسيرات تحت مسمى "أسف" أو ما شابه ذلك... أقولها وبكل صدق سواءً كان الرئيس سابق حالته الصحية سيئة أو كان (زى القرد ) كما أننى أشم رائحة إستمالة الشعب لعلاء الإبن الأكبر لمبارك والتركيز على أنه كان ضد التمديد والتوريث كما ورد فى بعض المواقع الإخبارية مستغلين أنه الشخصية الوحيدة غير المكروهة من آل مبارك
لذلك فلا يجب أن نلتفت لذلك الهراء فمبارك أصبح جزء من الماضى بما له أو عليه  يجب أن نجعله فى ظهورنا ونتطلع للمستقبل

أخيراً ومن أجل غلق كل الأبواب على عودة مبارك فأنا أطالب لجنة التعديلات الدستورية برئاسة المستشار المحترم طارق البشرى من تعديل المادة سبعة وسبعون المنوطة بعدد فترات الترئاسة بأن تكون بأثر رجعى أي أنه لا يجوز للرئيس السابق من التمديد وكذلك إضافة مادة جديدة للخروج من معضلة التوريث بإضافة مادة دستورية تحول دون ترشح أحد أقارب الرئيس الحالى من الدرجة الأولى للرئاسة

أصلح الله الوطن وأعاد له الأمن أو كما قال   إدخلوا مصر إن شاء الله آمنين

هشام شلبي