الثلاثاء، 22 فبراير 2011

تلاقى الخرابة وأيضا تلاقى القذافى


رغم علمى بأن القذافى سوف يلقى خطاباً للأمة كما أوردت وكالات الأنباء العالمية نقلاً عن التليفزيون الليبى إلا أننى آثرت النوم دونما أنتظره لأسبابٍ عدة فأنا تعلمت من الأحداث السابقة أن القادة العرب لا يلقون بالاً للوقت ولا يلتزمون بموعد الخطاب ربما لإنهم يريدون أن يستنفذوا قوى وصبر الشارع العربى كما يستنفذون دماء أبنائهم الزكية أو لربما قد يحتاج الخطاب إلى إعادة التسجيل لأكثر من مرة أو الحاجة إلى مونتاج أو مراجعته من قبل عرضه على الشعب لأن الزعماء فى هذه اللحظه يريدون أن يظهورا للشعوب وهم ثابتون أقوياء وفى أزهى حلتهم ... من الأسباب الأخرى التى جعلتنى لا أبالي بخطاب هذا القذافى أننى قضيت ليلة من أسوأ سيئة لما شاهدته من مناظر لشهداء الشعب الليبى المسلمين المسالمين العزل ولا أتحمل أن يطلع عليا ذاك الطاغية بإسلوبه المستفز ويتوعد فيهم كما فعل إبنه العاق ليلة البارحة.
لذلك كان أول ما فعلته فى صباح يومى أننى ذهبت إلى اليوتيوب لأشاهد خطاب القذافى للأمة ... ووالله إننى لم أصدق ما رأيت وتوقعت أن صورة التوك-توك ما هي إلا مقطع قديم تم إعادة نشره على الموقع من جديد لذلك حاولت جاهداً البحث عن المقطع الأصلى لهذا المجنون فى المواقع الموثوق فيها فإذا أنا أمام نفس التوك توك، إذن هذا هو الخطاب الموجه لشعب أريقت دماؤه وتعرض للقصف الجوى وإستجلاب مرتزقة أفارقة لقتلهم وتم قطع وسائل الإتصال عنه والمياة أيضاً والكهرباء
بدأ مقطع الفيديو بصورة لسقف مبنى أحسبه بيت تاريخى أو ما شابه لما يحويه من تحطيم وبيوتاً للعنكبوت ثم ينزل كادر الكاميرا إلى أسفل وأجد شمسيتين بيضائتين تـَحـُولا زخات المطر دون من تحتهما، إذن فإن التسجيل ليس فى استديو أو أحد قصور القذافى كما كنت أتوقع ... قد يكون المغزى من هذا الفيديو الإشارة أن الأخ العقيد مازال الزعيم الجماهيرى وهو يخطب للأمة من الشارع دون أن يخافهم ؟ ربما. ولكن وكما يبدو لى أن هذا المكان لا يوجد فى بشر ولأ أسمع صوتاً لهتافات أو أزيزاً للطائرات فهذا المكان أشبه بالخرابة وهنا وللمرة الأولى يطلع المثل المصرى مضروب فها نحن (نلاقى الخرابة وأيضا نلاقى القذافى) وتظهر فى خلفية الصورة توك توك قديم "ميد إن فنزويلا" يجلس بداخلها معمر بما يحمله وجهه لجميع معالم الغباوة ويرتدى فروة على رأسه وقفاز فى يديه (وهنا لم أستطيع أن أجد سبب واحد لوجود الشمسية!!!) ويتحدث أمام كائن بشري أو ما يعرف فى التاريخ المعاصر بإسم "مذيع" وأنا أتوقع لهذا الشخصية (الراجل اللى قدام معمر القذافى) أنها سوف تكون الأكثر شهرة وجدلاً قريباً، ويقول له يا إبنى ارتاح أنا أنا في طرابلس ولست في فنزويلا ... من أى طينة خلق هذا الصنم القذافى ؟ إلى مزبلة التاريخ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق