الخميس، 17 فبراير 2011

إحتمالات عودة مباراك


أعلم أن الله قد خلق الدنيا فى ستة أيام وأنه يجب عدم التسرع من أجل جني ثمار الثورة ولكن فى الوقت ذاته يجب الحذر كل الحذر من محاولات النظام البائد من التسلق مرة أخرى على كرسي العرش، قد يكون ظنى بعيداً عن الواقع لكن نظرتى التحليلية لبواطن الأمور تجعلنى أحلل ما يجرى من حولنا الآن لنتجنب ما لا يُحمد عقباه ... فعودة الرئيس مبارك أو أحد أذنابه لن تعود إلا من خلال المخطط الآتى المكون من أربعة محاور رئيسية

أولاً: إستمرار حكومة الفريق أحمد شفيق:
إن أداء شفيق فى حكومة نظيف كان رائعاً وكان على عكس باقى القطاعات لما لمسناه من طفرة فى الطيران المدنى وأيضاً قد يكون رئيس وزراء جيد لكنه فى حقيقة الأمر إمتداد لنظام مبارك ووزرائه ينتمون للحزب الوطنى ، بل أن هناك بعض الوجوه المرفوضة تماماً من الشارع المصرى وما زالت مفروضة علينا مثل فهمى، شهاب، مصيلحى ... وإنه كلما مر بنا الوقت وحكومة "تسييس" الأعمال هذه قائمة فهو تحضير عملى لعودة مبارك أو أحد فئرانه، وما يزيد قلقى وريبتى هو دعوات البعض من خلال مواقع التواصل الإجتماعى المطالبة بإستمرار هذه الحكومة !!
 لذلك فيجب وكما طالبت الثورة من قبل الإسراع بتعيين حكومة تكنوقراط حتى الإنتخابات

ثانيا: التباطؤ فى محاكمة الفاسدين
لم نرى حتى الآن موقف واضح ضد الفاسدين أو حتى تسريبات لنتائج التحقيقات، بل ما يزيد الأمر بلة أن بعض من هؤلاء المتهميمن ما يخرج علينا بإستمرار من خلال وسائل الإعلام ليؤكد أنه لم يجرى معه أى تحقيق وبعضهم يصر أنه يترجل فى شوارع مصر دون أن يستوقفه أحد، وأكدت لنا مصادر حكومية أن قرارات عدم السفر ما هى إلا إجراءات إحترازية... أضف إلى ذلك عدم تجميد أموال آل مبارك كما أكدت الدول الأوروبية والولايات المتحدة
لذلك فيجب إتخاذ إجراءات جادة وسريعة ضد الفاسدين واستئصالهم من المجتمع

ثالثاً: الإضطرابات الفئوية
جميع الفئات العمالية تقريباً فى مصر لديها مطالب وتربوا إلى غدٍ أفضل ولعل هذه الفئات تعتقد أنها تَستَغِل هذه المرحلة للحصول على حقها الضائع منذ ثلاثين عاماً، ولكنها فى حقيقة الأمر يتم إستغلالها من خلال بقايا الحزب الوطنى بالنقابات العمالية والمجالس المحلية  للإعتصام وشل إقتصاد البلاد وهو ما يضع القوات المسلحة فى وضع لا تحسد عليه لأنها أخذت على عاتقها ضبط النفس إلى أبعد الحدود وعدم استخدام العنف، ولعل البيان الخامس للمجلس الأهلى للقوات المسلحة أراد أن يستخدم الأسلوب التحذيرى لوقف هذه الإعتصامات
لذلك يجب على القوات المسلحة التعامل وبدون رحمة مع كل من يثبت عليه التحريض لهذه الإعتصامات وتوجيه تهمة الخيانة العظمى حتى تعود عجلة الإنتاج للبلاد

رابعاً: اللعب على العاطفة
جاء خطاب مبارك الثانى موجهاً للمشاعر المصرية ولعب على العاطفة دون إبداء أى وعود أى نزولاً لطلبات الشعب وبالفعل كان مردوده ملحوظاً فى شق الصف المصري لولا أن موقعة "البغل" قد أعادت الأمور إلى نصابها ووحدت الصفوف بل وزاداتنا قوة وإصرارا... نفس النغمة أسمعها الآن من خلال الحديث عن تردى صحة مبارك وأنه يرفض العلاج ويريد أن يقضى أيامه الأخيرة على أرض الوطن وهو ما يدغدغ العاطفة المصرية لما يحمله هذا الشعب من طيبة وأصالة وهو ما يصل لدرجة إحساس البعض بعقدة الذنب تجاه هذا الحمل الوديع بل أن هناك دعوات مزعومة لمسيرات تحت مسمى "أسف" أو ما شابه ذلك... أقولها وبكل صدق سواءً كان الرئيس سابق حالته الصحية سيئة أو كان (زى القرد ) كما أننى أشم رائحة إستمالة الشعب لعلاء الإبن الأكبر لمبارك والتركيز على أنه كان ضد التمديد والتوريث كما ورد فى بعض المواقع الإخبارية مستغلين أنه الشخصية الوحيدة غير المكروهة من آل مبارك
لذلك فلا يجب أن نلتفت لذلك الهراء فمبارك أصبح جزء من الماضى بما له أو عليه  يجب أن نجعله فى ظهورنا ونتطلع للمستقبل

أخيراً ومن أجل غلق كل الأبواب على عودة مبارك فأنا أطالب لجنة التعديلات الدستورية برئاسة المستشار المحترم طارق البشرى من تعديل المادة سبعة وسبعون المنوطة بعدد فترات الترئاسة بأن تكون بأثر رجعى أي أنه لا يجوز للرئيس السابق من التمديد وكذلك إضافة مادة جديدة للخروج من معضلة التوريث بإضافة مادة دستورية تحول دون ترشح أحد أقارب الرئيس الحالى من الدرجة الأولى للرئاسة

أصلح الله الوطن وأعاد له الأمن أو كما قال   إدخلوا مصر إن شاء الله آمنين

هشام شلبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق